الحالة رقم 23 في تقرير بسيوني ... ’محمد علي رضي’ في شهادة مؤثرة أمام المحكمة: التعذيب حتى الموت، بكل ألوانه

2012-06-15 - 7:55 ص



مرآة البحرين (خاص):
في شهادة مؤثرة أمام محكمة الاستئناف العليا، قال الأستاذ "محمد علي رضي" الناشط السياسي المتهم ضمن مجموعة 21 في مخطط قلب نظام الحكم، إنه تعرض لأشكال قاسية من التعذيب بمختلف أساليب الإهانة والحط من الكرامة، بما فيها الضرب والسب والشتم والفلقة والصعق بالكهرباء والتحرش الجنسي والتهديد بهتك العرض والتبول في فمه والحرمان من النوم ومن دورات المياه، وذلك ليجبر على توقيع اعترافات.

وأكد أن الأطباء الشرعيين الذين استقدمتم لجنة تقصي الحقائق أثبتوا ما تعرض له، ووثق ذلك في الحالة رقم 23 من التقرير، يذكر أن "رضي" ناشط في تيار الوفاء الذي يقوده السياسي المعروف عبد الوهاب حسين، وهو ابن عمه أيضا.

وتكلم رضي عن استهدافه الذي قال إنه يعود إلى سبتمبر 2010م، حيث ضويق في عمله، وحرم من حقه في الترقية "لأوامر من فوق" كما كان يعبر له، ويعمل "رضي" في التعليم وقد كان أستاذا في اللغة العربية قبل أن يصبح أخصائيا تربويا، يشرف على تحسين الأداء وتحسين عملية التعلم في مجموعة من المدارس.

وقال رضي إنه كان يشاطر أبناء بلده في التطلع إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإنه قد تم إستهدافه على ذلك ليس إلا، معتبرا أنه سجين رأي أدين بتهم كيدية لا أدلة عليها إطلاقاً، حيث استندت المحكمة العسكرية في إدانته على اعترافات باطلة انتزعت منه بالقهر والتهديد والتعذيب المميت.

دخلوا إلى غرفة نومه وأخرجوه بالسب والضرب حافي القدمين

 
وسرد رضي أمام المحكمة "مرارة الاعتقال التعسفي، والتعذيب" وقال إن مجموعة ملثمة مدججة بالسلاح داهمت منزله بعد تكسير الأبواب في ساعة متأخرة من الليل بتاريخ 23/3/2011، وكانوا يهمون بدخول غرفة النوم في حين أن زوجته لم تكن مرتدية الحجاب، وكان هو بلباس النوم.

وواصل رضي سرد تفاصيل الاعتقال "لما سألتهم من أنتم وهل عندكم إذن قبض. وضع أحدهم يده على رأسي وأحناه بشدة وقادني إلى أسفل المنزل وقاموا بتعصيب عيني وتقييد يدي من الخلف"

وقال إنهم أخذوه لخارج البيت حافي القدمين "إمعانا في الإذلال والإهانة"، ثم أُركِب السيارة "وبدأوا في تعذيبي وإهانتي والتعدي على عرضي ومذهبي منذ البداية، حيث تولى ثلاثة معذبين أحدهم عن يميني والثاني عن شمالي والآخر من ورائي عملية ضربي بشدة وبشكل متتالي بالأكف والقبضات على كل مكان تطاله أيديهم لاسيما الرأس"

وأضاف "كلما خرجت مني صرخة ألم قسراً زادوني ضرباً على المكان الذي أحدث ذلك الألم، وقالوا: تئن وتتألم، أنت لم تر شيئاً، هذا ليس جزاؤك، وهذه مزحة، ويلك مما سيأتي، الذين سيستلمونك سيردونك في أمك"

ويستمر الضرب والسب وتوجيه الإهانات "يا حمار يا كلب، أنت أنجس من الكلب، والكلب أطهر منك، أنت معلم؟ أنت براز" وغيرها من الإهانات.

"لكن الأمرُّ والأدهى ما قيل في حق عرضي ومذهبي: يابن "القحبة"، يابن الفاعلة، يابن الزانية، يابن المتعة، أما ذهبت إلى خيمة المتعة بالدوار؟ ألم تكن زوجتك هناك؟ من تمتع ببناتك؟ ألم تخنك زوجتك؟ أنا أريد التمتع ببناتك"

التعذيب بكل أنواعه

لم يبق أسلوباً من سوء المعاملة والتعذيب النفسي والجسدي إلا استعملوه حتى وقعوه على الاعترافات التي أرادوها، ووصل به الحال إلى الانهيار أكثر من مرة "وتمنيت الموت حيناً بعد آخر لأخلص مما أنا فيه"

ومما بيّنه رضي من أساليب التعذيب التي تعرض لها "تعصيب العينين وتكبيل اليدين" حتى في وقت الصلاة وتناول الطعام، والوقوف الطويل "وكلما حاولت أن أميل لجانب لأُريح الجانب الآخر أو طلبت الجلوس قليلاً للاستراحة يأتيني الضرب من حيث لا أدري"

وقال رضي إنه حرم أيضا من النوم طوال وجوده في القلعة، ولم يسمح له بالذهاب إلى دورة المياة إلا بعد مضي ساعات متباعدة "وإذا أخدت إلى دورة المياه أؤخذ بطريقة مذلة فمرة كان أحدهم يدخل الهوز من ورائي ويدفع بي نحو الحمام. ولم يسمح لي بالسباحة إلا بعد اليوم العاشر"

واعتبر أنه حرم من أداء الصلاة في القلعة "وذات يوم كنت أصلي بوضوء غير مستوفٍ فجاءتني رفسة قوية جداً وأنا في حالة الركوع فرمتني على الأرض وقد تألمت كثيراً وهذا موقف لايكاد يفارقني"

  &&qut2&&
ونال رضي سيل مستمر من السباب والشتائم وتوجيه الإهانات، كما اتهم قوات الأمن بإهانة معتقده ومذهبه، والتعرض لمراجع الدين الشيعة وعلماء البلد بالإهانة، معتبرا ذلك من أشد الأذى الذي كان يعانيه، حيث كان يردد عليه دائما "أنتم كفار، طز فيك وفي مذهبك، طز فيك وفي أئمتك"

وأكد رضي أنه تعرض للتهديد بهتك العرض "في ذروة التعذيب وأثناء التحقيق كنت أهدد بجلب زوجتي وبناتي وأنهم سيعتدون عليهم أمامي"

كما أنهم أمروه في سجن القلعة في أكثر من مرة أن يفتح فمه ليبصق أحدهم بداخلهِ، وعند محاولته إخراج ذلك الوسخ يضربونه ويجبرونه على بلعه ثم يأتيه البصق على الوجه ويجبرونه على أن يمسح ذلك الوسخ بيديه ويضعه في فمه.

وأشار رضي إلى إرغامه على تقبيل الأحذية في سجن "القرين" العسكري، وإرغامه كذلك على تقبيل صورة ملك البحرين وصورة ملك السعودية.

وحول الضرب الذي تعرض له قال إنه كان يرمى على الأرض ليجلس أحدهم على ظهره وآخر على فخذه وترفع قدمه ليضرب بالهوز بقوة ضرباً متتالياً يشترك فيه مجموعة معذبين حتى تتورم قدماه ويتلوى ألماً.

وعانى رضي من الحبس الانفرادي في سجن القرين لمدة شهرين، وعذب هناك بسكب الماء البارد على جسمه من أعلى الرأس، وقاموا بتوجيه التكييف نحوه مباشرة وأمروه أن ينام في هواء المكيف.

التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء في الأماكن الحساسة

وأكد رضي تعرضه للتحرش الجنسي، وأن ذلك حدث في سجن القلعة وسجن القرين " فتارة يقومون برفع السروال دون أن أشعر بذلك وكان يحدث ذلك باستمرار لما كنت معصب العينين، وتارة يضعون الهوز في الأماكن الحساسة"

ومن ألوان التعذيب التي تعرض لها رضي سماع "سياط المُعَذبين وبُكاء المُعَذبين" وقال إنه لن ينسى ولن يغيب عن ناظره مشهد التعذيب الوحشي للحاج "أحمد المقابي" الذي وضِع معه لمدة يوم ونصف في سجن "الحوض الجاف" إذ جاء الملثمون وأخذوه وغاب ساعةً أو أكثر ثم عاد ولكن بصورةٍ يُرثى لها.

"جاء به المعذبون وألقوه في الزنزانة فوقع مكانه لا يقوى على الحراك، في هيئةٍ تُنبئُ بتعرضه إلى تعذيب قاسي، فهو يبكي بحرقةٍ ويئن من الألم ويتوجع ولما حاولنا تهدئتهُ فشلنا في ذلك وأردنا إعانتهُ على الجلوس فأشار إلينا "أتركوني"

كانوا قد ضربوه أشد ما يكون الضرب وركلوه بأقدامهم ثم نزعوا سرواله واستعملوا الكهرباء معه في المناطق الحساسة وبقي فترةً مستلقياً على جانب لا يقوى على الجلوس، وبعد أكثر من ساعة جاء أحد الملثمين ورمى عليه سرواله وتوعد الباقي بما جرى عليه.

وقد استعمل المعذبون الصعق بالكهرباء مع رضي أيضا، في مواقع مختلفة من جسده لا سيما المناطق الحساسة، ليحلو لهم بعد ذلك أخذ الاعترافات التي يريدونها، ويتم ذلك مع التهديد بالكلاب المسعورة، كما كان أحدهم يهدده على الدوام بأن يتبول في فمه إن امتنع عن الإقرار بما يريدونه.

الحالة رقم 23 في تقرير بسيوني أمام المحكمة

وقال رضي إنهم وضعوا القلم في يديه ورفعت العصابة عن عينيه، وأمروه بالنظر إلى مكان محدد وقالوا له "وقع هنا" ولما طلب أن يقرأ هددوه بالعودة إلى الكهرباء والتعذيب من جديد "وعندها وقعت بعد أن سلمت أمري إلى الله، آملا أن يجد من يستمع لقصتي في المحكمة"

  &&qut3&&
إلا أن أمله قد خاب كما ذكر "لم يسمح لنا قاضي المحكمة العسكرية بالكلام قط منذ الجلسة الأولى، ومن يتكلم يخرج من القاعة، وفي جلسة النطق بالحكم قلنا بعض الكلمات (سلمية، سلمية، شعبٌ يطلبُ حُرية) فما كان من العساكر إلا أن أخرجونا من قاعة المحكمة بقوة بالغة ثم انهالوا علينا ضرباً بالأيدي والأرجل بشكل جنوني حتى كانوا يضربون بعضنا بالجدار"

وأضاف رضي إن المحكمة العسكرية قضت عليه بالسجن 15 سنة بناء على اعترافاته، رغم أن الأطباء الشرعيين الذين استقدمهم البروفيسور بسيوني أثبتوا سوء المعاملة والتعذيب الذي تعرض له للإكراه على التوقيع، مع أنهم يوم عاينوا آثار التعذيب كان قد مضى أكثر من أربعةِ أشهر على وقوعها وقد وثّق ذلك ذلك في تقرير بسيوني حالة رقم 23.

وتساءل "هل لتلك الاعترافات مصداقية؟ هل يُعقل أن تُبنى عليها تهم!؟" ووصف محاكمته بأنها لم تتوفر على أبسط معايير العدالة، وجرت دون أن تحترم حقه في الدفاع عن نفسه، حيث لم يحضر معه محام في أي مرحلة من مراحل التحقيق، وعندما طلب من النيابة العسكرية محام قالوا له "لايوجد، أنت قدمت اعترافاتِكَ وهي واضِحة"

وطالب رضي القضاة بإسقاط اعترافاته لدى النيابة العسكرية بحسب توصية بسيوني في تقريره حيثُ أوصى بعدم قبول الأدلة التي انتُزِعت بالإكراه (فقرة 1720)، وطالب أيضا بإلغاء الأحكام الصادرة بحقه، وإطلاق سراحه فوراً.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus